فصل: سنة إحدى وستين وخمس مائة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر (نسخة منقحة)



.سنة ستين وخمس مائة:

فيها وقعت فتنة هائلة بإصبهان بين صدر الدين عبد اللطيف بن الخجندي وبين غيره من أصحاب المذاهب سببها التعصب للمذاهب.
فخرجوا إلى القتال وبقي الشر والقتل ثمانية أيام قتل خلق كثير وأحرقت أماكن كثيرة.
وفيها توفي أبو العباس بن الحطئة أحمد بن عبد الله بن أحمد بن هشام اللخمي الفاسي المقرئ الصالح الناسخ.
ولد سنة ثمان وسبعين وحج وقرأ القراءات على ابن الفحام وبرع فيها.
وكان لأهل مصر فيه اعتقاد كبير رحمه الله توفي في المحرم وقبره بالقرافة.
وأمير ميران أخو السلطان نور الدين.
أصابه سهم في عينه على حصار بانياس فمات منه بدمشق.
وأبو الندى حسان بن تميم الزيات.
رجل حاج صالح.
روى عن نصر المقدسي وتوفي في رجب عن بضع وثمانين سنة.
روت عنه كريمة.
وأبو المظفر الفلكي سعيد بن سهل الوزير النيسابوري ثم الخوارزمي وزير خوارزمشاه.
روى مجالس عن علي بن أحمد المديني ونص الله الخشنامي.
وحج وتزهد وأقام بدمشق بالسميساطية.
وكان صالحًا متواضعًا توفي في شوال.
وحذيفة بن سعد أبو المعمر بن الطاهر الأزجي الوزان.
روى عن أبي الفضل بن خيرون وجماعة.
توفي في رجب.
ورستم بن علي بن شهريار صاحب مازندران.
استولى في العام الماضي على بسطام وقومس واتسعت مملكته ومات في ربيع الأول وتملك بعده ابنه علاء الدين حسن.
وعلي بن أحمد أبو الحسن اللباد الإصبهاني.
سمع أبا بكر بن ماجه ورزق الله التميمي وطائفة.
وأجاز له أبو بكر بن خلف.
توفي في شوال.
وأبو القاسم بن البزري عمر بن محمد الشافعي فقيه أهل الجزيرة.
تفقه ببغداد على الغزالي وإلكيا الهراسي.
وصار أحفظ أهل زمانه للمذهب.
وله مصنف كبير على إشكالات المهذب وكان ينعت بزين الدين جمال الإسلام.
عاش تسعًا وثمانين سنة.
وأبو عبد الله الحراتي محمد بن عبد الله بن العباس العدل ببغداد.
سمع رزق الله التميمي وهبة الله بن عبد الرزاق الأنصاري وطراد بن محمد.
وكان أديبًا فاضلًا ظريفًا.
توفي في جمادى الأولى.
والقاضي أبو يعلي الصغير محمد بن أبي خازم محمد ابن القاضي الكبير أبي يعلي بن الفراء البغدادي الحنبلي.
شيخ المذهب.
تفقه على أبيه وعمه أبي الحسين.
وكان مناظرًا فصيحًا مفوهًا ذكيًا.
ولي قضاء واسط مدة ثم عزل منها.
فلزم منزله.
وأضر بأخرة.
توفي في ربيع الآخر وله ست وستون سنة.
وأبو طالب العلوي الشريف محمد بن محمد بن محمد بن أبي زيد الحسني البصري نقيب الطالبيين بالبصرة.
روى عن أبي علي التستري وجعفر العباداني وجماعة.
واستقدمه ابن هبيرة لسماع السنن فروى الكتاب بالإجازة سوى الجزء الأول فبالسماع من التستري.
وأما ابن الحصري فروى عنه الكتاب عن التستري سماعًا.
وهذا لم يتابعه عليه أحد.
توفي في ربيع الأول عن إحدى وتسعين سنة.
وأبو الحسن بن التلميذ أمين الدولة هبة الله بن صاعد النصراني البغدادي شيخ قومه وقسيسهم.
لعنهم الله.
وشيخ الطب وجالينوس العصر وصاحب التصانيف.
مات في ربيع الأول وله أربع وتسعون سنة.
وياغي أرسلان بن الداشمند صاحب ملطيه.
جرى بينه وبين جاره قلج أرسلان حروب عديدة.
ثم مات وولى بعده ابن أخيه إبراهيم بن محمد فصالح قلج أرسلان.
والوزير عون الدين أبو المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة بن سعيد الشيباني وزير المقتفي وابنه.
ولد سنة تسع وتسعين وأربع مائة بالسواد ودخل بغداد شابًا فطلب العلم وتققه وسمع الحديث وقرأ القراءات وشارك في الفنون وصار من فضلاء زمانه.
ثم احتاج فدخل في الكتابة وولي مشارفة الخزانة.
ثم ترقي وولي ديوان الخاص.
ثم استوزره المقتفي فبقي وزيرًا إلى أن مات.
وكان شامة بين الوزراء لعدله ودينه وتواضعه ومعروفه. روى عن أبي عثمان بن ملة وجماعة.
ولما ولاه المقتفي امتنع من لبس خلعة الحرير وحلف أنه لايلبسها.
وذا شي لا يفعله قضاة زماننا ولاخطباؤه.
كان مجلسه معمورًا بالعلماء والفقهاء والبحث وسماع الحديث.
شرح صحيحي البخاري ومسلم وألف كتاب العبادات في مذهب أحمد.
ومات شهيدًا مسمومًا في جمادى الأولى ووزر بعده شرف الدين أبو جعفر بن البلدي.

.سنة إحدى وستين وخمس مائة:

فيها ظهر ببغداد الرفض والسب وعظم الخطب.
وفيها خرجت الكرج في أرمينية وأذربيجان فقتلوا وسبوا.
وفيها أخذ نور الدين من الفرنج حصن المنيطرة.
وفيها توفي الرسمي الإمام أبو عبد الله الحسن بن العباس الإصبهاني الفقيه الشافعي مسند إصبهان.
سمع أبا عمرو بن مندة ومحمود الكوسج وطائفة.
وتفرد ورحل إليه.
وكان زاهدًا ورعًا خاشعًا بكاء فقيهًا مفتيًا محققًا تفقه به جماعة.
توفي في غرة صفر وقد استكمل ثلاثًا وتسعين سنة رحمه الله.
وعبد الله بن رفاعة بن غدير الفقيه أبو محمد السعدي المصري الشافعي الفرضي صاحب القاضي الخلعي.
توفي في ذي القعدة عن أربع وتسعين سنة كاملة.
وقد ولي القضاء بمصر ثم وأبو محمد الأشيري عبد الله بن محمد المغربي الصنهاجي الفقيه الحافظ.
روى عن أبي الحسن الجذامي والقاضي عياض.
وكان عالمًا بالحديث وطرقه وبالنحو واللغة والنسب كثير الفضائل.
وقبره بظاهر بعلبك.
وأبو طالب بن العجمي عبد الرحمان بن الحسن الحلبي الفقيه الشافعي.
تفقه ببغداد على الشاشي وأسعد الميهني.
وسمع من ابن بيان وله بحلب مدرسة كبيرة.
عاش إحدى وثمانين سنة ومات في شعبان.
والشيخ عبد القادر بن أبي صالح عبد الله بن جنكي دوست أبومحمد الجيلي الزاهد شيخ العصر وقدوة العارفين صاحب المقامات والكرامات ومدرس الحنابلة محيي الدين.
انتهى إليه التقدم في الوعظ والكلام على الخواطر.
ولد بجيلان سنة إحدى وسبعين وأربع مائة وقدم بغداد شابًا فتفقه على أبي سعد المخرمي وسمع من أبي غالب بن الباقلاني وجعفر السراج وطائفة.
وصحب الشيخ حمادًا الدباس.
قال الشيخ الموفق: أقمنا عنده في مدرسته شهرًا وتسعة أيام.
ثم مات وصلينا عليه.
قال: ولم أسمع عن أحد يحكي عنه من الكرامات أكثر مما يحكى عنه ولا رأيت أحدًا يعظم من أجل الين أكثر منه.
قلت عاش تسعين سنة.

.سنة اثنتين وستين وخمس مئة:

فيها سار أسد الدين شيركوه المسير الثاني إلى مصر يمعظم جيش نور الدين.
فنازل الجيزة شهرين واستنجد وزير مصر شاور بالفرنج فدخلوا في النيل من دمياط والتقوا فنصر أسد الدين وقتل ألوف من الفرنج.
قال ابن الأثير: هذا من أعجب ما أرخ أن ألفي فارس تهزم عساكر مصر والفرنج.
قلت: ثم استولى أسد الدين على الصعيد وتقوى بخراجها.
وأقامت الفرنج بالقاهرة حتى استراشوا ثم قصدوا الإسكندرية وقد أخذها صلاح الدين.
فحاصروه أربعة أشهر ثم كر أسد الدين منجدًا له فترحلت الملاعين بعد أن استقر لهم بالقاهرة شحنة وقطيعة مائة ألف دينار في العام.
وصالح شاور أسد الدين على خمسين ألف دينار أخذها ونزل إلى الشام.
وفيها قدم قطب الدين صاحب الموصل على أخيه نور الدين فغزوا الفرنج وأخذوا غير حصن.
وفيها احترقت اللبادين حريقًا عظيمًا صار تاريخًا وأقامت النار تعمل أيامًا.
وصار أصلها من دكان طباخ وذهب للناس مالايحصى.
وفيها توفي خطيب دمشق أبو البركان الخضر بن شبل بن عبد الحارثي الدمشقي الفقيه الشافعي.
درس بالغزاليه والمجاهدية.
وبنى له نور الدين مدرسته التي عند باب الفرج فدرس بها وتعرف الأن بالعمادية.
قرأ علبى أبي الوحش سبيع صاحب الأهوازي وسمع من أبي الحسن بن الموازيني توفي في ذي القعدة.
وعبد الجليل بن أبي سعد الهروي أبو محمد المعدل مسند هراة.
تفرد بالرواية عن بيبي الهرثمية وعبد الرحمان كلار وعاش اثنتين وتسعين سنة.
وهو أكبر شيخ للحافظ عبد القادر الرهاوي.
والحافظ أبو سعد السمعاني تاج الإسلام عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزي محدث المشرق وصاحب التصانيف الكثيرة والرحلة الواسعة.
عاش ستًا وخمسين سنة.
سمع حضورًا من الشيروي وأبي منصور الكراعي.
ثم رحل بنفسه وله ثلاث وعشرون فسمع من الفراوي وطبقته بنيسابور وهراة وبغداد وإصبهان ودمشق.
وله معجم شيوخه في عشر مجلدات.
وكان حافظًا ثقة مكثرًا واسع العلم كثير الفضائل ظريفًا لطيفًا متجملًا نظيفًا نبيلًا شريفًا.
توفي في غزة ربيع الأول بمرو.
وأبوشجاع البسطامي عمر بن محمد بن عبد الله الحافظ المفسر الواعظ المفتي الأديب المتفنن وله سبع وثمانون سنة.
سمع أبا القاسم أحمد بن محمد الخليلي وجماعة وانتهت إليه مشيخة بلخ وتفقه عليه جماعة مع الدين والورع.
تفرد برواية الشمائل ومسند الهيثم بن كليب.
وقينس بن محمد أبو عاصم السويقي الإصبهاني المؤذن الصوفي.
رحل وسمع ببغداد من أبي وابن اللحاس أبو المعالي محمد بن محمد بن الجبان الحريمي العطار.
سمع من طراد وطائفة.
وهو آخر من روىبالإجازة عن أبي القاسم بن البسري.
وكان صالحًا ثقة ظريفًا لطيفًا.
توفي في ربيع الآخر وله أربع وتسعون سنة.
وأبو طالب بن خضير المبارك بن علي البغدادي الصيرفي المحدث.
كتب الكثير عن أبي الحسن بن العلاف وطبقته وبدمشق عن هبة الله بن الأكفاني وجماعة.
وعاش ثمانين سنة توفي في ذي الحجة.
ومسعود الثقفي الرئيس المعمر أبو الفرج بن الحسن ابن الرئيس المعتمد أبي عبد الله القاسم بن الفضل الإصبهاني مسند العصر ورحلة الآفاق.
توفي في رجب وله مائة سنة.
أجاز له عبد الصمد بن المأمون وأبو بكر الخطيب وسمع من جده وعبد الوهاب بن منده وطبقتهما.
وهبة الله بن الحسن بن هلال أبو القاسم البغدادي الدقاق مسند العراق.
سمع عاصم بن الحسن وأبا الحسن الأنباري وعمر نحوًا من تسعين سنة.
توفي في المحرم.
وكان شيخًا لا بأس به متدينًا.

.سنة ثلاث وستين وخمس مائة:

فيها أعطى نور الدين لنائبه أسد الدين حمص وأعمالها فبقيت بيد أولاده مائة سنة.
وفيها توفي أبو المعالي الباجسرائي التاني أحمد بن عبد الغني بن محمد بن حنيفة.
روى عن ابن البطر وطائفة.
توفي في رمضان وكان ثقة.
وأبو بكر أحمد بن المقرب الكرخي.
روى عن النعالي وطراد وطائفة.
وكان ثقة متوددًا.
توفي في ذي الحجة.
وله ثلاث وثمانون سنة.
وقاضي القضاة أبو البركات جعفر ابن قاضي القضاة أبي جعفر عبد الواحد بن أحمد الثقفي.
ولي قضاء العراق سبع سنين.
ولما مات ابن هبيرة ناب في الوزارة مضافًا إلى القضاء فاستفظع ذلك.
وقد روى عن ابن الحصين وعاش ستًا وأربعين سنة.
توفي في جمادى الآخرة وشاكر بن علي أبو الفضل الأسواري الإصبهاني سمع أبا الفتح السوذرجاني وأبا مطيع وجماعة.
توفي في أواخر رمضان.
وأبو محمد الطامذي عبد الله بن علي الإصبهاني المقرئ.
عالم زاهد معمر.
روى عن طراد وجعفر بن محمد العباداني والكبار.
توفي في شعبان.
وأبوالنجيب السهروردي عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عمويه الصوفي القدوة الواعظ العارف الفقيه الشافعي أحد الأعلام.
قدم بغدادوسمع أبا علي بن نبهان وجماعة.
وكان إمامًا في الشافعية وعلمًا في الصوفية.
توفي في جمادى الآخرة ودفن بمدرسته وله ثلاث وسبعون سنة.
وزين الدين صاحب إربل على كوجك بن بكتكين التركماني الفارس المشهور والبطل المذكور.
ولقب بكوجك وهو بالعربي اللطيف القد والقصير.
وكان مع ذلك معروفًا بالقوة المفرطة والشهامة.
وهو ممن حاصر المقتفي وخرج عليه ثم حسنت طاعته.
وكان جوادًا معطاء فيه عدل وحسن سيرة.
يقال إنه جاوز المائة.
توفي في ذي الحجة.
وأبو الحسن تاج القراء علي بن عبد الرحمن الطوسي ثم البغدادي.
روى عن أبي عبد الله البانياسي ويحيى السيبي وجماعة.
وكان صوفيًا كبيرًا.
توفي في صفر عن سن عالية.
وأبو الحسن بن الصابي محمد بن إسحاق بن محمد بن هلال بن المحسن البغدادي.
من بيت كتابة وأدب.
سمع النعالي وغيره.
وكان ثقة.
توفي في ربيع الأول عن اثنتين وثمانين سنة.
والشريف الخطيب أبو الفتوح ناصر بن الحسن الحسيني المصري شيخ الإقراء.
قرأ علي أبي الحسن الحصيني وأبي الحسين الخشاب.
وتصدر للإقراء وحدث عن محمد بن عبد الله بن أبي داود الفارسي.
توفي يوم عيد الفطر وله إحدى وثمانون سنة.
والجياني أبو بكر محمد بن علي بن عبد الله بن ياسر الأنصاري الأندلسي.
تفقه بدمشق على نصر الله المصيصي وأدب بها.
قال ابن عساكر: ثم زاملني إلى بغداد.
وسمع من ابن الحصين وسمع بمرو من أبي منصور الكراعي وبنيسابور من سهل المسجدي وطائفة.
ثم سكن في الآخر ونفيسة البزازة واسمها أيضًا فاطمة بنت محمد بن علي البغدادية.
روت على النعالي وطراد.
وتوفيت في ذي الحجة.
والصائن أبو الحسين هبة الله بن الحسن بن هبة الله بن عساكر.
الفقيه الشافعي.
قرأ القراءات على جماعة منهم أبو الوحش سبيع وسمع من النسيب وتفقه على جمال الإسلام وسمع ببغداد من ابن نبهان وعلق الخلاف على أسعد الميهني ودرس بالغزالية وأفتى وعني بفنون العلم.
وكان ورعًا خيرًا كبير القدر.
عرضت عليه خطابة البلد فامتنع.
توفي في شعبان.